لست أدري كيف أعبر عن سعادتي وأنا أبصرهن قد توّجنّ من قِبلِ معلماتهن تكريماً لهنّ على إتمامِ حفظِ كتابِ الله، وفي قاعةِ التكريمِ أسرني مَنْظرُ صغيراتٍ بعمرِ الزهورِ يتمّ تكريمهنَّ في الدنّيا ولهن في الآخرة من الله الكرمَ والجود، كتبتُ هذه القصيدة إحتفاءً بهنّ..
سُحبُ المشَاعرِ في لِقَاكُمْ تُمطرُ *** وخُطَايَ مِنْ فَرح اللقَا تتَعثرُ
مَازِلتُ أرْقُبُ فَجرَ أَحْلامِي وفِي *** عيْنيّ دَمْعٌ بِالأسَى يَتَحدّرُ
فَسَمِعْتُ أَصْداءَ النِّداءِ جَميْلةً *** تَحكِي لِقَاءً لِلفَضَائِلِ يُنْشَرُ
فَتَهلّلّ القَلْبُ الشّجيّ بِفَرْحَةٍ *** وَمَضَى بِمَوعِدهِ الحَبِيْب ُيُبشّرُ
هَذا لِقَاءُ اْلخَيْرِ يَنشرُ نُورَهُ *** فَمَسَاؤُنَا فِيْكُمْ جَميلٌ مُقْمِرُ
مَرْحَى يَطِيبُ بِهَا الفُؤادُ زَكِيةً *** بِلِقَائِكُمْ رَوضُ المَحَبةِ يُزهِرُ
إِنّي لأَذْكُر ُ حِينَمَا أَبْصَرْتُهَا *** مِنْ فَوقِ جِسْرٍ في ثَبَاتٍ تعبرُ
فَسَألتُهَا والقَلبُ يَأنسُ قُرْبهَا *** ولِصوتِهَا سِرٌّ جَميلٌ يَأسرُ
مَن أنتِ صوتٌ طاهرٌ مترنم *** تَحيَا بِهِ كُلّ القُلوبِ وتُعْمَرُ؟
مَنْ أَنتِ ترتيلٌ ونبرةُ خاشع *** يَزْكُو بِهِ قَلْبُ الصّغيرِ ويَكبرُ؟
وَسَألتُهَا والصّمتُ يُلْجِمُ فَرْحتِي *** والشّوقُ مَوجٌ في فُؤادِي يَهْدِرُ
فَانْشَقّ ثَغرٌ لِلطفُولَةِ بَاسِمٌ *** ومَضَتْ بِحُبٍّ فِي شُمُوخٍ تُخبِرُ
قَالتْ: بِدَارِ الذّكرِ قَلبِي قَدْ نَمَا *** فَغَدتْ أَمَانِيْنَا أَجَلّ وَأَنضَرُ
نَتْلُو بِترْتِيل ٍ كِتَابَاً أُحكِمتْ *** آياتهُ، فالذكرُ فيهِ مُيسّرُ
هَذي بَراعِمُنَا التي تَحيَا على *** ذِكرِ الإلَهِ وبِالفَضائِلِ تُذكرُ
جَاءتْ مُلبِيَةً نِداءً صَادِقَاَ *** تَتْلُو مِنَ الْقُرْآنِ آياً تَفْخَر ُ
فَهوَ الْمُعينُ لِكُلّ قَلبٍ ظَامِىءٍ *** وَهوَ الدّوَاءُ لِذي السّقَامِ يُبَشِرُ
هِيَ رِحْلةٌ فِي عاَلمِ الطّهرِ الّذي *** بِالرّشْدِ فِي زَمَنِ الْغِوايَةِ يَجْهَرُ
هِيَ رِحْلَةُ القُرْآنِ يَقْصُرُ دُونَهَا *** دَرْبٌ طَويلٌ بِالْجَهَالَةِ مُقْفِرُ
هِيَ رِحْلَةُ الْقُرآنِ أَشْرَقَ نُوُرهَا *** فَظَلاَمُ لَيْلِ الْكُفْرِ فِيْهَا يُقهرُ
فِيْهَا هَوى صَنَمُ الضَّلاَلَةِ صَاغِرَاً *** وبِنُورِهَا كِسْرَى تُذلّ وَقَيْصَرُ
إنّا لَنسْألُ خَالِقَاً مُتَفَضِلاً *** يُعْطِي الْجَزِيْلَ وَلِلْمَسَاويء يَغْفِرُ
أَنْ يَجْعَلَ الْقُرآنَ حُجَّتنا إِذَا *** طَارتْ صَحَائِفنَا وَجَلّ الْمَنْظَرُ
الكاتب: مزنة صالح المبارك.
المصدر: موقع رسالة المرأة.